وفي الآخرة ينتفعون بما أفادهم. (ويحرق نفسه) في الآخرة بنار مخالفته بل أثره في الدنيا فشؤم المخالفة في الدارين لاحق لصاحبه بصلاح غيره في هلاكه. ولذا يقال العلماء ثلاثة: منقذ لنفسه وغيره من الوبال وهو الراغب إلى الله عن الدنيا ظاهراً وباطناً، ومهلك نفسه وغيره وهو الداعي إلى الدنيا فهذا يحرق نفسه وغيره، ومهلك نفسه منقذ غيره وهو من دعا إلى الله ورفض الدنيا ظاهراً ولم يعمل بعلمه وهو الذي أراده - صلى الله عليه وسلم - إذ الثاني ليس معلماً للخير والأول لا يحتاج إلى ضرب المثل وفي هؤلاء قال عيسى عليه السلام: "يا علماء السوء جعلتم الدنيا على رؤوسكم والآخرة تحت أقدامكم قولكم شفاء وعملكم داء" (?).
وفي الحديث الحث على العمل بالعلم ولا يكون العالم من الذين يقولون مالا يفعلون فقد مقت الله أولئك أكبر مقت، وفيه إعلام بأن الجاهل في ظلمة والعلم نور يضيء لصاحبه. (طب والضياء (?) عن جندب) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طريقين في أحدهما ليث بن أبي سليم مدلس وفي الأخرى علي بن سليمان الكلبي لم أعرفه وبقية رجالهما ثقات.
8116 - "مثل القلب مثل الريشة تقلبها الرياح بفلاة (هـ) عن أبي موسى (ح) ".
(مثل القلب) في تقلبه. (مثل الريشة) قال الطيبي: المراد هنا بالمثل الصفة لا القول السائر أي صفة القلب العجيبة الشأن وورد ما يرد عليه من عالم الغيب وسرعة تقلبه كصفة ريشة. (تقلبها الرياح بفلاة) لفظ أحمد: "بأرض فلاة" أي بأرض خالية من العمران إذ الرياح فيها أكثر جريا وأسرع بسوطاً والمراد أن