بذكر الله الذي به تشرق أنوار القلوب (ق (?) عن أبي موسى).
8111 - "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك إما أن تشتريه أو تجد ريحه, وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة. (خ) عن أبي موسى" (صح).
(مثل الجليس الصالح) للإنسان. (والجليس السوء) والصالح هو من يدل على الله وعلى ما يقرب إليه من قول أو عمل، والسيء بعكسه فالصالح: (كمثل صاحب المسك) ويأتي وجه الشبه (وكير الحداد) أي ومثل جليس السوء كصاحب الكبير وهو كالأول لف ونشر مرتب (لا يعدمك) لا تفقد منه أحد أمرين (إما أن تشتريه أو تجد ريحه) ففاعل يعدمك مستتر يدل عليه التفصيل كما قدرناه وقيل: إنه موصوف يشتري، أي إما شيء تشتريه، فالجليس الصالح إما تأخذ منه خيراً أو تجد من مجالسته روحًا وطيباً (وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك) وفي رواية: "ونافخ الكبير إما أن يحرق ثيابك" ولم يذكر البيت، قيل: وهي أوضح ليقابل النافخ صاحب المسك ويشتمل التفصيل على أمرين كالأول ثانيهما قوله: (أو تجد منه ريحاً خبيثاً) كذلك جليس السوء إما أن يصيب من دينك ويحرقك بناره أو يجلب لك كرباً وضيقاً وهو حث على البعد من جليس السوء والقرب من الجليس الصالح. قال علي عليه السلام: "لا تصحب الفاجر فإنه يزين لك فعله ويود أنك مثله" ويقال: "وإياك ومجالسة الأشرار فإن طبعك يسرق منهم وأنت لا تدري وليس إعداء الجليس جليسه بمقاله وفعاله فقط بل وبالنظر إليه فإن النظر إلى الصور يؤثر في النفوس أخلاقاً مناسبة لخلق المنظور إليه فإن من دامت رؤيته للمسرور سر ومن دامت رؤيته للمحزون حزن وليس ذلك في الإنسان فقط بل في الحيوانات والجمادات فالجمل الصعب يصير