وإن لم ينوه وفيه حث على اقتناء الضياع والزرع والغرس ولا يعارضه ما يأتي من حديث: "لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا" (?) لأن المراد الإكثار منها. (حم ق ت (?) عن أنس) وزاد: "وما سرق له صدقة".

8078 - "ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا حط الله تعالى: له به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها. (ق) عن ابن مسعود (ح) ".

(ما من مسلم يصيبه أذى شوكة) ألم شوكة قال القاضي: الشوكة هنا المرة من شاكه ولو أراد واحدة النبات لقال: يشاك بها والدليل أنها المرة من المصدر جعلها غاية للمعاني. (فما فوقها إلا حط الله بها سيئاته) يكفر عنه بها الذنوب والمراد الصغائر كما سلف أنه لا يكفر الكبائر إلا التوبة. (كما تحط الشجرة ورقها) في يوم الرياح في الشتاء وفيه أن آلام القلوب من الهموم والغموم أولى بالحط لأنها أشد على العبد من ألم الشوكة وفيه بشرى عظيمة للمسلم فإنه لا يخلو مسلم عن ما يؤذيه. (ق (?) عن ابن مسعود) قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك وعكاً شديداً فمسسته بيدي، فقلت: إنك لتوعك وعكاً شديداً، قال "أجل" ثم ذكره ورواه عنه النسائي وغيره.

8079 - "ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة. (م) عن عائشة (صح) ".

(ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب الله له بها درجة) منزلة عالية في الجنة. (ومحيت بها عنه خطيئة) زاد هنا رفع الدرجة على ما في الحديث الأول قيل: إن ذلك باعتبار اختلاف أنواع المصائب، والأظهر أن هذا مقيد بذلك وأنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015