(ما صيدَ صَيدُ) أي مصيد ليس المراد المأكول فقط وإنما خص لشرفه وإلا فالمرادَ ما أصيب حيوان (ولا قطعت شجرة) يحتمل أن المراد كل جسم من نام وغيره ليوافق قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44] فإنه عام لكل ما يصدق عليه الشيئية.
(إلا بتضييع من التسبيح) أي بسبب ذلك فالباء سببية، وظاهره أنه تسبيح بالمقال ومن تأوله بلسان الحال فقد أبعد، وقد زاد الديلمي في رواية: "وكل شيء يسبح حتى يتغير عن الخلقة التي خلقه الله عليها وإن كنتم نقض جداركم وسقفكم فإنما هو تسبيح" (?) انتهى وقد أطلنا البحث في إيقاظ الفكرة وأنه حقيقة لا مجاز فإذا كان هذه المصائب التي تصيب المخلوقات بتضييع التسبيح فكل مصيبة تصيب الإنسان فهي بذلك وهو نص قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ...} الآية. [الشورى: 30] ونحوها، ومن كسب الأيدي ترك الطاعات فإن من تنزيه الله تعالى أن لا يعصى (حل (?) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه فيما قُوبل على خطه، وقال الشارح: إنه رمز لحسنه وليس بصواب لأن فيه محمَّد بن عبد الرحمن القشيري أورده الذهبي في الضعفاء (?) وقد لا يعرف ثم قال: بل هو كذاب.
7910 - "ما ضاق مجلس بمتحابين. (خط) عن أنس (ض) ".
(ما ضاق مجلس بمتحابين) ولذا يقال سم الخياط مع الأحباب ميدان وذلك أن الاتساع في القلوب لا في المجالس فإن المتباغضين يضيق بهم الفضاء الواسع، والحديث إخبار أن التحاب سبب لطيب المجالسة فلا يجالس الإنسان إلا من يحب وإلا أظلم قلبه بمجالسة البغيض ولذا يقال الثقلا جماء