7788 - "ما ازْدَادَ رجلٌ من السُّلطانِ قُرْباً إلا ازْدَادَ عن الله بُعْداً، ولا كَثُرَتْ أتْباعُهُ، إلا شياطِينهُ، ولا كَثُرَ مالُهُ إلا اشْتَدَّ حسابُهُ. هناد عن عبيد بن عمير مرسلاً".
(ما ازْدَادَ رجلٌ عند السُّلطانِ قُرْباً إلا ازْدَادَ عن الله بُعْداً) وذلك أنه لا يزداد قربا عنده إلا بإتيانه بما يعجبه، وتحسين قبائحه وإعانته على باطله، وذلك مبعد عن الله، وفي قوله "ازداد بعداً" إعلام بأنه قد كان بقربه المجرد عن الريادة بعيداً عن الله تعالى (ولا كثرت أتْبَاعُهُ) أي المقرب من السلطان (إلا كثرتْ شياطِينهُ) لأنه يغتر بكثرة الأبقاع، ويزداد كبرًا وترفعاً، ويزداد تكليفًا وطلباً للمال الحرام.
(ولا كَثُر ماله إلا اشْتَدَّ حسابُهُ) ويؤول إلى عقابه لأن غالب مال من يتصل بالسلطان حرام. (هناد (?) عن عبيد بن عمير مرسلاً) بالتصغير فيهما وهو قاضي مكة الليثي مرسلاً.
7789 - "ما أَزْيَنَ الحِلْمَ. (حل) عن أنس، ابن عساكر عن معاذ (ض) ".
(ما أَزينَ الحِلْمَ) الذي هو كف النفس عن هيجان الغضب لإرادة [4/ 102] الانتقام، والحليم من اتسع صدره لمساوئ الخلق، ومداني أخلاقهم، قال الحسن: ما نحل الله العبد أشياء أزين من الحلم، ومن ثم أثنى الله على خليله وابنه لما انشرحت صدورهم بما ابتلاهم الله به من الذبح فقال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [هود: 75] وقال: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} [الصافات: 101]، قال الشعبي: زين العلم حلم، وقال طاووس: ما حمل العلم في مثل جراب حلم.
نكتة: أخرج ابن الأخضر (?) في معالم العترة الطاهرة أن علي بن الحسين خرج