لأن روايته تأباه وخرج مخرج الزجر والتنفير (ومن ادعى ما ليس له) عام في كل دعوة. (فليس منَّا) أي من أهل هدينا وأخلاقنا (وليتبوأ) ينزل. (مقعده) محل قعوده الذي أعد له. (من النار، ومن دعا رجلاً بالكفر نسب إليه أو قال له: عدو الله وليس كذلك) أي ليس كافراً، ولا عدوا لله (إلا حار) بالحاء المهملة والراء رجع (عليه) وكان هو الكافر والعدو لله، وهذا دليل أن من كفر من يعلم إسلامه كفر وليس هو كفر الردة الذي يستحق به القتل بل عليه إثم الكفر، ويجب عليه التوبة للإجماع على أنه لا يقتل قائل ذلك ولا يحكم بردته. (ولا يرمي رجل) ولا امرأة. (رجلاً) ولا امرأة. (بالفسق) الخروج عن طاعة الله. (ولا يرميه بالكفر) كأن المراد بخصلة من خصال الكفار ليغاير الأولى. (إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك) في روضة النووي: إن من قال لمسلم: يا كافر بلا تأويل كفر، وقال غيره: بل الحديث محمول على الزجر والتنفير لا على الكفر حقيقة.
قلت: قد سلف له نظائر في تسمية بعض المعاصي كفراً (حم ق (?) عن أبي ذر).
7654 - "ليس من عبد يقول: لا إله إلا الله مائة مرة إلا بعثه الله تعالى يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، ولم يرفع لأحد يومئذ عمل أفضل من عمله، إلا من قال مثل قوله أو زاد. طب عن أبي الدرداء (ض) ".
(ليس من عبد يقول: لا إله إلا الله مائة مرة) أي يكررها حتى يبلغ مائة وظاهره ولو لم يبلغ ذلك إلا في مدة عمره إذ لم يقيد قولها بوقت. (إلا بعثه الله تعالى يوم القيامة ووجهه كالقمر) في الإنارة (ليلة البدر) لأنه أكمل أوقات نورها وبعثه كذلك دليل الغفران؛ لأنه من الوجوه المبيضة وقد قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)} [آل عمران: 107].