ترك آخرته لدنياه) وهذا معروف أنه ليس بخيرهم لكن ذكر له مقابلة (حتى يصيب منهما) من الدنيا والآخرة. (جميعاً) وكأن القلوب تنكر كون تارك الدنيا لأجل آخرته ليس بخير الناس فأزال ذلك بقوله (فإن الدنيا بلاغ إلى الآخرة) فالآخذ بلاغه منها خير من تاركه (ولا تكونوا كلاًّ) بفتح الكاف عيالاً وثقلاً (على الناس) أي خذوا المتاع من الدنيا ولا تكونوا: إلخ، قال بعض السلف: المال سلاح المؤمن وكان سفيان يتجر، ويقول: وهو يقلب بضاعته لولا هي لتمندل بنا بنو العباس، وقيل: له إنها تدنيك من الدنيا قال: لإن أدنتنى منها لقد صانتنى عنها. (ابن عساكر (?) عن أنس) [4/ 72] ورواه الديلمى بلفظه عنه رمز المصنف لضعفه.
7577 - "ليس بمؤمن من لا يأمن جاره غوائله. (ك) عن أنس" (صح).
(ليس بمؤمن) كامل الإيمان. (من لا يأمن جاره غوائله) تقدم قريباً بلفظ: "بوائقه" والغوائل الدواهى والمراد الأسوأ والأذايا وإنما نفى عنه كمال الإيمان لأنه تعالى وصى في حفظ الجار ورعايته فإذا عامله بخلاف ذلك فما كمل إيمانه بما أمر به (ك (?) عن أنس) رمز المصنف لصحته.
7578 - "ليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة. (طب) عن ابن عباس (ض) ".
(ليس بمؤمن مستكمل الإيمان) تصريح بالقيد الذي تقيد به هذه الإطلاقات. (من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة) وتمام الحديث شرح صدره فإن تمامه عند مخرجه، قالوا: كيف يا رسول الله قال: "إن البلاء لا يتبعه إلا الرخاء" وكذلك الرخاء لا يتبعه إلا البلاء انتهى، فأراد - صلى الله عليه وسلم - أنه يعد باعتبار ما يتبعه وتعقبه