تقديره كما قدمناه وأقربها تقدير العام في المقامين (لحزنوا) من فراق النعيم الذي هم فيه (ولكن جعل لهم) أهل النار وأهل الجنة (الأبد) وهو ما لا غاية له ولا نهاية، قال الشارح: نبه به على أن الجنة باقية وكذا النار، وقد زلت قدم ابن القيم: فذهب إلى فناء الكفار تمسكا بمثل خبر الترمذي (?) "يأتي على النار زمن تخفق أبوابها ليس فيها أحد" وهذا ضلال بين، فإن المراد الموحدين، ورواية ابن عدي (?) عن أنس مرفوعاً: "ليأتين يوم على جهنم تخفق أبوابها ما فيها من أمة محمَّد صلى الله عليه وسلم أحد" انتهى.

قلت: هذا عدم إنصاف منه في نقل كلام ابن القيم فإنه لم يقتصر في الدليل على هذه المسألة على حديث ابن عمر، بل أطال الاستدلال وبسط في المقال أودعه كتابه "حادي الأرواح" في الباب السابع والستين منه (?)، وفي كلامه ما يحتمل الرد وقد كتبنا عليه في هوامشه تنبيهات، فليس هو كلام باطل من كل وجه كما أفاده الشارح، ومن عجائب الشارح أن له على حديث الكتاب تحرف سوى ما نقلناه، ثم نقل كلام الزمخشري على حديث ابن عمر وهو معروف في الكشاف (?)، (طب (?) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه الحكم بن طهر مجمع على ضعفه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015