منشأ الأخوفية والمراد به بليغ القول فيما تستميل به القلوب حلو العبارة قويم الحجة فيضل به العباد ونسبة العلم إلى اللسان مع أنَّ العلم حصول صور الشيء في العقل أو عنده لأنه فارغ القلب عن العلم واعتقاد الحق بل قلبه مملوء بالضلالات واعتقاد الكفريات فعلمه ليس إلا في لسانه (عد (?) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه إلا أنه قد أخرجه أحمد والطبراني في الكبير قال السيد السمهودي (?): ورواته يعني أحمد محتج بهم في الصحيح.
305 - " أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل (عد) عن جابر (ض) ".
(أخوف ما أخاف على أمتي الهوى) بالقصر وهو في الأصل إرادة النفس وأريد به هنا أراد بها الباطل ومخالفتها الحق (وطول الأمل) بزنة جبل وهو الرَّجاء والمذموم طوله لا مجرد الأمل فلا بد منه في قيام الدين والدنيا قيل وطول الأمل مذموم لجميع الناس إلا للعلماء فلولا أملهم وطوله لما صنفوا الكتب العلمية والفوها قال ابن الجوزي:
وآمال الرجال لهم فضوح ... سوى أمل المصنف ذي العلوم
قلت: ومثله كل أمل في الخير من عبادة وجهاد، قيل: والفرق بين الأمل والتمني أن الأمل ما تقدم له سبب والتمني خلافه، وفي كلام النهج: من أطال الأمل أساء العمل وقد روي مرفوعًا (عد (?) عن جابر) رمز المصنف لضعفه