من خصال لم يملك نفسه عن أن يحسده إلا من عصمه الله ولكنه تعالى عفا عن ذلك لعلمه بما جبل عليه العبد من الضعف وحبه لنيل كل خير.

واعلم: أن لفظ الحديث هكذا: "كل بني آدم حسود وبعض الناس أفضل في الحسد من بعض ... " إلى آخره، وكأنه وقع سقط من قلم المصنف وإلا فهذا لفظه عند من عزاه إليه. (حل) (?) عن أنس) رمز المصنف لضعفه.

6274 - "كل بني آدم خطاء, وخير الخطاءين التوابون". (حم ت هـ ك) عن أنس (صح) ".

(كل بني آدم خطاء) فعال صيغة مبالغة من الخطأ، قال [3/ 234] الطيبي: إن أريد من لفظ "كل" الكل من حيث هو كل فتغليب؛ لأن الأنبياء عليهم السلام ليسوا بمبالغين في الخطأ، وإن أريد به الاستغراق وإن كل واحد واحد خطاء لم يستقم إلا على التوزيع كما يقال ظلام للعبيد أي بظلم كل واحد فهو ظالم بالنسبة إلى كل واحد ظلام بالنسبة إلى المجموع وإذا قلت هذا ظلام لعبده كان مبالغة في الظلم.

(وخير الخطاءين التوابون) الرجاعون إلى الله بالتوبة والإنابة، فالحديث أخبر أن كل أحد من بني آدم له حظ في الخطأ لما سبقت به الأقدار من ضعف بنية هذا البشر وجبلته على الخطأ وأنه لا يضره ذلك مع التوبة واسم التفضيل غير مراد به الزيادة فإنه لا خير فيمن لم يتب. (حم ت هـ ك) (?) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: غريب لا يعرف إلا من حديث علي بن مسعدة انتهى، وقال الحاكم: صحيح، وقال الذهبي: فيه لين وقال في محل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015