خيراً قط وكان يداين الناس". (فكان يقول لفتاه) غلامه الذي يتولى التقاضي: (إذا أتيت معسراً) من الغرماء. (فتجاوز عنه) بنحو إنظار أو إسقاط أو أخذ سلعة والتجاوز التسامح في التقاضي وقبول ما فيه نقص يسير. (لعل الله أن يتجاوز عنا) قال الطيبي: أراد نفسه لكن جمع الضمير أراد أن يتجاوز عنه وعمن فعل هذا الفعل ليدخل دخولا أوليا ولذا ندب للداعي أن يعم في الدعاء.
قلت: هذا من علمه بأن الرب يكافئ العباد على إحسانهم إلى عباده بما يوافق فعلهم وعلمه أنه تعالى لا يضيع عمل عامل. (فلقي الله) عند موته (فتجاوز عنه) مع إفلاسه من الطاعات غير حسن ظنه في ربه وإحسانه إلى عباده والحديث حث على الأمرين: حسن الظن في الله والتساهل في القضاء والإحسان إلى العباد. (حم ق ن (?) عن أبي هريرة).
6192 - "كان هذا الأمر في حمير، فنزعه الله منهم وجعله في قريش، وسيعود إليهم". (حم طب) عن ذي مخمر (ح) ".
(كان هذا الأمر) أي الخلافة. (في حمير) بكسر المهملة وسكون الميم وفتح المثناة قبيلة من اليمن. (فنزعه الله منهم) بعد أمد طويل استوفى أخبارهم نشوان بن سعيد الحميري في شرح نظمه وبين أحوالهم وعدة ملوكهم وكيفية خروج الأمر منهم وأنه كان قبل بعثة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وقال الشارح: إنه نزع منهم ببعثه - صلى الله عليه وسلم -. (وجعله في قريش) فالخلافة فيهم. (وسيعود إليهم) إلى حمير وبعد نزعه عن قريش آخر الزمان. (حم طب) (?) عن ذي مخمر) (?) بكسر أوله وسكون المعجمة وفتح الميم ويقال ذو مخبر بموحده بعد المعجمة هو ابن أخي النجاشي