6067 - "قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على مائة امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال صاحبه: قل: "إن شاء الله" فلم يقل "إن شاء الله" فطاف عليهن فلم يحمل منهن إلا امرأةٌ واحدةٌ جاءت بشق إنسان، والذي نفس محمَّد بيده لو قال: "إن شاء الله" لم يحنث، وكان دَرَكا لحاجته" (حم ق ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(قال سليمان: لأطوفن) وفي لفظ "لأطيفن" قال عياض: وهما [3/ 193] لغتان فصيحتان واللام موطئة للقسم أي الله لأدورنّ. (الليلة على مائة امرأة) من نسائه كنى بالطواف عن الجماع وفي رواية "سبعين" وفي أخرى "تسعين" ولا منافاة إذ مفهوم القليل لا ينفي الكثير لأنه غير معمول به، قيل: يحتمل أن الليل كان في ذلك الزمان طويلاً جداً بحيث يتأتي فيه جماع مائة امرأة مع نومه وتهجده، ويحتمل أنه تعالى خرق له العادة، وفيه ما رزقه الله من القوة على الجماع وهي تدل على صحة الذكورية وكمال الإنسانية وتقدم الكلام على ما أعطي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من القوة في الجماع في حرف الهمزة (كلهن تأتي بفارس) أي تلد ولداً ذكراً يصير فارسا وهذا إخبار منه مبني على حسن ظنه بالله عز وجل، وإخبار عن نيته أنها ليست لقضاء شهوته بل ليعمر بلاد الله لعباده. (يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه) أي قرينه من الملائكة أو وزيره من الإنس أو خاطره (قل: "إن شاء الله" فلم يقل "إن شاء الله") لنسيان عرض له لا للإباء عن التفويض إلى ربه (فطاف عليهن) جامعهن جميعاً (فلم تحمل منهن إلا امرأةٌ واحدةٌ) صفة للتأكيد (جاءت بشق إنسان) قيل: هو الجسد الذي ألقي على كرسيه (والذي نفس محمَّد بيده) بقدرته (لو قال: "إن شاء الله" لم يحنث) في يمينه، حيث حلف لأطوفن إلى آخره، أي لأبر الله قسمه بأن يرزقه الأولاد على حسب يمينه، وإلا فإنه أقسم على فعل غيره، فإن هبة الأولاد منه تعالى. (وكان دَرَكا) بفتح الراء اسم من الإدراك أي لحاقًا (لحاجته) فالحديث إخبار بأن تقييد الفعل بالمشيئة سبب لتمام المراد وعدمه لعدمه، فلا ينبغي للعبد أن