اخرجي وإن كرهتِ".
6050 - "قال الله تعالى: يا ابن آدم، ثلاثة واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك: فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئاً، وأما التي لك فما عملت من عمل جزيتك به، فإن أغفر فأنا الغفور الرحيم، وأما التي بيني بينك فعليك الدعاء والمسألة وعلى الاستجابة والعطاء". (طب) عن سلمان (ح) ".
(قال الله تعالى: يا ابن آدم) الخطاب في هذه الأحاديث للجنس، وقوله (ثلاثة) خبر مبتدأ أي هذه التي يذكرها. (واحدة لي) عليك. (وواحدة لك وواحدة بيني وبينك) منك سببها ومنى مسببها. (فأما التي لي) عليك واجبة. (فتعبدني لا تشرك بي شيئاً) بل تخصني بالعبادة وتخلصها لي. (وأما التي لك) علي فضلاً مني وعدة صادقة لا أخلفها. (فما عملت من عمل) أي عمل خير وبر كما يرشد إليه السياق. (جزيتك به) ويحتمل العموم كما يرشد إليه قوله. (فإن أغفر فأنا الغفور الرحيم) صفتي تقتضي ذلك وفي الاقتصار على هذا الطرف وإهمالِ ما يقابله دليل على سعة عفوه ورحمته. (وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء والمسألة) الظاهر أنه عطف تفسيري. (وعلى الاستجابة والعطاء) كذلك ويحتمل أن الدعاء أريد به استدفاع المكروه، والمسألة استنزال المحبوب والاستجابة في مقابلة الأول والعطاء في مقابلة الثاني.
إن قلت: العمل والجزاء بين العبد وربه أيضاً كالدعاء والإجابة وهل الدعاء إلا من جملة الأعمال والإجابة من الجزاء.
قلت: هذا دليل على أنه أريد بالعمل أعم من الخير والشر كما أشرنا إليه فعطف الدعاء عطف الخاص على العام. (طب) (?) عن سلمان) رمز المصنف