ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة". (ت) والضياء عن أنس (صح) ".
(قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك) من الذنوب غير الشرك كما عرف من الآية والأحاديث [3/ 189]. (ولا أبالي) لا يشتغل بذلك بالي، قال الطيبي: وفي عدم مبالاته معنى قوله: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} [الأنبياء: 23] (يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك) على تقدير كونها أجساماً. (عنان) بفتح المهملة: سحاب (السماء) أو عنانها ما عنَّ لك وظهر منها ولو شركا. (ثم استغفرتني) أي تبت توبة صحيحة. (غفرت لك ولا أبالي) فضلاً منه تعالى لا حتماً عليه كما يقوله من أوجب قبول التوبة، قال القاضي: العنان السحاب، الواحدة عنانة من عنَّ إذا اعترض وأضيف إلى السماء لأنه معترض دونها وقد يقال: أعنان السماء وهي صفائحها، وما اعترض من أقطارها, ولعله المراد من الحديث إذ روي أعنان السماء، والمراد من الحديث: لو كثرت ذنوبك كثرة تملأ ما بين السماء والأرض بحيث يبلغ أقطارها وتعم نواحيها ثم استغفرتني غفرت لك جميعها غير مبالي بكثرتها، وان استدعاء الاستغفار المغفرة يستوي فيه القليل والكثير (يا ابن آدم، لو أنك أتيتني بقراب الأرض) بضم القاف ويقال بكسرها والضم أفصح وأشهر أي عليها قال القاضي: وهو مأخوذ من القرب أي ما يقاربها في المقدار (خطايا) قال الطيبي: تمييز من الإضافة مثل قولك: ملأ الإناء عسلاً (ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً) قال الطيبي: ثم للتراخي (لأتيتك بقرابها مغفرة) قال الشارح: ما دمت تائبا عنها مستغفراً منها مستقبلاً إياها.
قلت: والأظهر عدم التقييد بذلك، بل تقيد بالمشيئة وهو نظير الآية {إِنَّ اللهَ