(ولا يذكرني في ملأ) جماعة من العباد. (إلا ذكرته في الرفيق الأعلى) أعلى الملائكة قدرا وفيه دلالة على أن الذكر جهرًا أفضل وذلك لما فيه من تنبيه الغافلين وإيقاظ القلوب لذكر رب العالمين. (طب) (?) عن معاذ بن أنس) في نسخة قوبلت على خط المصنف صحيح متنه، وقال الهيثمي: إسناده حسن.
6042 - "قال الله تعالى: عبدي، إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وأكبر". (هب) عن ابن عباس (صح متنه) ".
(قال الله تعالى: عبدي) أي يا عبدي (إذا ذكرتني) بلسانك فإنه المتبادر عند إطلاق الذكر (خالياً) عن الناس مبعوداً عنهم (ذكرتك) بإثابتي إياك. (خالياً) غير مطلع أحدًا على ما أخفيت لك من الأجر، فإن قلت: كيف التلفيق بين هذا وبين قوله في الأول أنه إذا ذكره في نفسه ذكره في ملأ من الملائكة.
قلت: الأول في الذكر النفسي وهذا في الذكر اللساني الخفي وأنه تعالى يخفيه وأما الذكر النفسي فإنه تعالى ينوه به لملائكته وفيه دلالة على أن النفسي أفضل من اللساني المنفرد ذاكره ويحتمل أن ما أخفى الله أجره [3/ 188] أفضل فالذكر على هذا ثلاثة أنواع: نفسي، ولساني خفي، وظاهر. (وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وأكبر) قدرا وعددا وضبط بالموحدة وفيه دلالة على أفضلية الملائكة على البشر، قال ابن بطال: هذا نص في أن الملائكة أفضل من الآدميين وهو مذهب جمهور أهل العلم وله شواهد: {إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف: 20].
قلت: المسألة كثيرة الجدال طويلة الخلاف والاستدلال. (هب (?) عن ابن