أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: 27] فعبارة الحديث قابلة للحمل على معنى الآية والتحقيق أنَّ الكل من البداية والإعادة هين عليه تعالى وأهون مجرد عن معنى الزيادة، وهذا الدليل كرره تعالى في كتابه في غير موضع أعني الاستدلال ببدايته الخلق الذي لا ينكرونه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف: 87]، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9)} [الزخرف: 9] على ما ينكرونه من الإعادة وهو أقوى الأدلة على الإعادة وقد بسط في محله.
فإن قلت: قوله إن لله ولدا تكذيب أيضا لأنه تعالى أخبر أنه لا ولد له، وقوله ليس يعيدني شتم أيضا لأنه نسبة له تعالى إلى العجز فلم خص أحدهما بالشتم والآخر بالتكذيب؟
قلت: نفي الإعادة نفي صفة كمال واتخاذ الولد إثبات صفة نقصان له والشتم أفحش من التكذيب له ولذلك نفى الله عن ذاته ذلك بأبلغ عبارة حيث قال: (والله الأحد)، كذا قيل. (حم خ ن (?) عن أبي هريرة).
5997 - "قال الله تعالى: كذبني ولم يكن له ذلك، وشتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إياي فقوله: لي ولد، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولداً". (خ) عن ابن عباس (صح) ".
(قال الله تعالى: كذبني) ابن آدم عبر بهذا هنا وفيما سلف تذكيراً للإنسان بنعمة الاتخاذ له ولايته وإرشاداً إلى تذكيره بإسجاد الله لآدم ملائكته وإكرامه له فكأنه يقول: كذبني الذي أنعمت عليه وعلى أبيه الأول وآبائه من بعده بنعمة الاتخاذ والإمداد والمراد جنس ابن آدم وفيه أن من كذب رسله فقد كذبه تعالى؛ لأن الإخبار بالإعادة جاء على لسان رسله. (ولم يكن له ذلك) أراد به نفي الكون