وذلك لأن لحوم الإبل وألبانها حرمت علي بني إسرائيل. (وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت) لأنه حلال لهم كلحمها وذلك دليل على أنهما من تلك الأمة ودليل على أن الممسوخ وإن تغيرت صورته لا يتغير طبعه وفيه دليل على الإخبار عن مقتضى الإمارات وعلى الاجتهاد مع إمكان الوحي، إن قيل: قد ثبت أنه تعالى لا يجعل لمنسوخ نسلاً قلنا: قال القرطبي (?): هذا قاله ظنًّا وحدساً قبل أن يوحى إليه أن الله لم يجعل لممسوخ نسلاً فلما أوحي إليه علم أن الفأر ليس من نسل ما نسخ. (حم ق (?) عن أبي هريرة).
5877 - "فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام". (ت) عن أبي سعيد (ح) ".
(فقراء المهاجرين) في رواية الترمذي أيضاً "فقراء المسلمين يدخلون قبل الأغنياء بأربعين خريفاً". (يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام) وفي مسلم عن ابن عمر مرفوعاً "فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفاً" (?) قال القرطبي (?): اختلاف هذه الأخبار يدل على أن الفقراء مختلفون الحال وكذا الأغنياء ويرتفع الخلاف بأن يرد المطلق في روايتي الترمذي إلى المقيد ويكون المعنى: فقراء المسلمين المهاجرين، والجمع بينها وبين خبر مسلم أن سباق الفقراء من المهاجرين يسبقون سباق الأغنياء منهم بأربعين خريفاً وغير سباق الأغنياء بخمسمائة عام. (ت (?) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه لأنه حسنه الترمذي.