لما يتقربون إليه باستمالة قلبه بتحسين قبيح فعله وما يوافق هواه وإن أخبروه بما فيه نجاته استثقلهم وأبعدهم، فمخالط السلطان لا يسلم من النفاق والمداهنة والخوض في الثناء والإطراء في المدح (ويداخلو الدنيا) بالتوسيع فيها (فإذا خالطوا السلطان ودخلوا الدنيا) وهما كالمتلازمين أعني مداخلة الدنيا ومخالطة السلطان وهذا في الدنيا التي تصاب من السلطان ولذا قرنها به، وأما إذا كانت الدنيا يطلبها من حلها فإنه لا يذم به. (فقد خانوا الرسل فاحذروهم) ولفظ الحاكم: "فاعتزلوهم" لأنه يخاف منهم إفساد دين العامة لاقتدائهم بهم. الحسن بن سفيان (عق (?) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال ابن الجوزي: موضوع؛ لأن فيه إبراهيم بن رستم لا يعرف عن عمرو العبدي متروك وتعقبه المصنف بأن قوله موضوع ممنوع وله شواهد فوق الأربعين فيحكم له على مقتضى صناعة الحديث بالحسن.

5684 - "العلماء أمناء أمتي. (فر) عن عثمان (ض) ".

(العلماء أمناء أمتي) واعلم أنه لا منافاة بين الأخبار بأنهم أمناء الله وأمناء الرسل وأمناء الأمة لأنهم يحملوا عن الله بواسطة الرسل فهم أمناؤه تعالى بالواسطة وأمناء الرسل بلا واسطة وأمناء الأمة بمعنى عندهم ما أودعه الله من الأحكام إلى الأمة، قال الخطيب: هذه شهادة من النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنهم أعلام الدين وأئمة المسلمين كيف لا وهم أعلم الخلق بوحدانية الله تعالى وصفاته وأعرف الناس بالحلال والحرام. (فر (?) عن عثمان) رمز المصنف لضعفه.

5685 - "العلماء مصابيح الأرض، وخلفاء الأنبياء، وورثتي وورثة الأنبياء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015