وهو الثقة الحافظ لما اؤتمن عليه وذلك لأنه أمنهم على ما لا غناء لأحد من الخلق عنه من معرفة الأحكام وغيرها، قال الغزالي (?): وإذا كانوا أمناء على خلقه فيجب أن يتكفل كل عالم بإقليم أو بلد أو محلة أو مسجد بتعليم أهلها دينهم وتمييز ما يضرهم عما ينفعهم وما يشقيهم عما يسعدهم ولا ينبغي أن يصبر إلى أن يسأل عنه بل يتصدى لدعوة الناس في نفسه فإنهم ورثة الأنبياء عليهم السلام وهم لم يتركوا الناس على جهلهم بل كانوا ينادونهم في المجامع ويدورون على دورهم في الابتداء يطلبون واحداً واحداً فيرشدونهم، فإن مرضى القلوب لا يعرفون مرضهم كما أن من ظهر على وجهه برص ولا مرآة له لا يعرف ببرصه ما لم يعرفه غيره، وهذا فرض عين على العلماء وعلى السلاطين أن يرتبوا في كل محلة من يعلم الناس دينهم فإن الدنيا دار مرض ليس في بطن الأرض إلا ميت ولا على ظهرها إلا سقيم ومرض القلوب أكثر من مرض الأبدان والعلماء أطباء والسلاطين قوام ديار المرضى فكل مريض لا يقبل العلاج بمداواة العالم سلم للسلطان ليكف شره عن الناس كما يسلم الطبيب المريض لمن يحميه. (القضاعي وابن عساكر (?) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال العامري في شرح الشهاب: حسن.

5683 - "العلماء أمناء الرسل، ما لم يخالطوا السلطان ويدخلوا الدنيا؛ فإذا خالطوا السلطان ودخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل فاحذروهم. الحسن بن سفيان (عق) عن أنس (ح) ".

(العلماء أمناء الرسل) لأنهم حاملوا علمهم. (ما لم يخالطوا السلطان) فإنَّهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015