وحده باعثاً على الحزن (فإنه مفتاح القلب) آلة فتحه لذكر الله ومعرفته والتفكر في آلائه، وكأنهم قالوا: يا رسول الله كيف يحصل الحزن؟ فقال: (أجيعوا أنفسكم وأظمئوها) فإن ذلك يذل النفس ويكسر سَوْرة شهواتها ويردها عن جماحها ويولد الحزن والأفكار الصالحة المثيرة للأحزان ومن حزن في هذه الدار عاد حزنه فرحا في دار القرار. (هب (?) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: إسناده حسن.

5504 - "عليكم بالحناء فإنه ينور رؤوسكم ويطهر قلوبكم ويزيد في الجماع وهو شاهد في القبر. ابن عساكر عن واثلة".

(عليكم بالحناء) أي بالاختضاب به. (فإنه ينور رؤوسكم) يقويها ويثبت شعرها ويحسنها ويزيل ما بها من نحو قروح وبثور. (ويطهر قلوبكم) يؤثر فيها نورانية ويزيل عنها الظلمة أو يطهرها عن الأخلاق المرذولة لخاصية جعلها الله فيه. (ويزيد في الجماع) وزيادته محبوبة إلى الله تعالى لما فيه من التناسل وإعفاف موطوءة الرجل. (وهو شاهد في القبر) يشهد للمؤمن عند الملائكة. واعلم: أن للحناء فوائد عديدة سردها ابن القيم (?) في الهدي ويأتي بعضها قريباً. (ابن عساكر (?) عن واثلة) سكت عليه المصنف، وقال: ابن الجوزي في الواهيات لا يصح؛ ولأنه رواه من طريق معروف الخياط، وقال ابن عدي: إن المعروف بن عبد الله الخياط له أحاديث منكرة جداً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015