والأخ عضد الإنسان وناصره فاللين للمؤمن هو الذي يعينه على أموره. (والصبر أمير جنوده) جنود المؤمن هي ما يدافع به هواه ويقهر به أعداءه من النفس الأمارة والشيطان الرجيم والشهوات والأخلاق المرذولات من الغضب والحمق وغير ذلك فالصبر أمير الجنود الذي يدفع الأعداء والجنود هي قهر النفس وطرد الشيطان والعزوب عن الشهوات وما لا يعد من عدد الخير الدافعة لجيوش الشر ولا تتم كلها إلا بالصبر فلذا كان أمير الجنود. (الحكيم (?) عن ابن عباس) قال: كنت يوماً رفيقاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن" قلت: بلى، فذكره رمز المصنف لضعفه.
5474 - "عليك بالهجرة فإنها لا مثل لها عليك بالجهاد فإنه لا مثل له وعليك بالصوم فإنه لا مثل له عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وحط بها عنك خطيئة. (طب) عن أبي فاطمة (ح) ".
(عليك بالهجرة) التحول من دار الكفر إلى دار الإيمان. (فإنها لا مثل لها) وقال الديلمي: المراد الهجرة مما حرم الله. (عليك بالجهاد) للأعداء وأعظمهم نفسك فإنها أعدى أعدائك وكل جهاد لا يتم إلا بعد هزمها. (إنه لا مثل له) لا يعدله عمل من الأعمال. (وعليك بالصوم فإنه لا مثل له).
إن قيل: كيف وصف كلاً من التي ذكرها بأنه لا مثل له وهل هو إلا تدافع.
قلت: المراد لا مثل للهجرة لمن يريد الخلوص عن مقاربة الكفار والسكون في خير الديار ولا مثل للجهاد لمن يريد مكانة أعداء الله ولا مثل للصوم لمن يريد الطاعة التي هي خالصة وهي تجزي بها فكل نعي يتوجه إلى أمر خاص فلا تدافع (عليك بالسجود) يحتمل أن المراد به الحقيقة والمراد به الصلاة تعبير بالجزء