عداه - صلى الله عليه وسلم - في حرف الهمزة بلفظ: "أبو بكر في الجنة ... " إلى آخر ما هنا إلا أنه لم يذكر هنالك نفسه وذكر العاشر أبا عبيدة بن الجراح وهنا ذكر نفسه ولم يذكر أبا عبيدة ولم يذكر سعد بن أبي وقاص وذكر سعد بن مالك، (وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة) هكذا في نسخ الجامع والذي في حديث العشرة المتقدم وغيره سعد بن أبي وقاص وكذلك عده من ألف في فضائل العشرة كابن الأمير في الجامع فإنه أفردهم بالذكر وأما سعد بن مالك فهو صحابي جليل، قال ابن الأثير (?): كان من الحفاظ المكثرين العلماء الفضلاء العقلاء وأثنى عليه كثيرا ولم يعده من العشرة ولا منافاة فهذه شهادة له خاصة وإنما ذكرت هذا لئلا يظن الناظر أن هؤلاء هم العشرة المشهورون ويحتمل أنه أراد سعد بن مالك سعد بن أبي وقاص لأن اسم أبي وقاص مالك فيكون قد ذكره باسمه دون كنيته إلا أنه يبعده اشتهاره بالكنية دون الاسم وإن كان يقربه كونه أحد العشرة الذين تكررت الشهادة لهم والشارح لم يتكلم هنا بثبت شغله، (وسعيد بن زيد) ابن عمرو بن نفيل القرشي العدوي في الجنة كرر الإخبار عن كل فرد بأنه في الجنة ولم يكتف بالإخبار عن الجميع بلفظ واحد تنصيصاً على أن كل فرد محكوم له بالجنة وزيادة في بيان شرفهم رضي الله عنهم قال بعضهم والتفسير بالجنة لا يلزم منه الأمن من البعد عن كمال القرب إنما اللازم الأمن من النار على أن الوعد لا يمنع الحيرة والدهشة والخوف ولهذا كانوا باكين خاشعين خائفين من سوء العاقبة ومن عذاب الآخرة، إن قيل: قد ثبت عند مسلم من حديث سعد: "ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحي إنه من أهل الجنة