5414 - "عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء. (حم م 4) عن عائشة (صح) ".
(عشر من الفطرة) أي من سنة الأنبياء والمذكور هنا تسع فقال بعض: من للتبعيض، وفيه وهم ظاهر فإنه يلزم أن المراد عشر بعض الفطرة، ومع كونه وهما فهو غير رافع الإشكال فهي لابتداء الغاية أو للبيان وأما كون المذكور تسعا فلعله سهو من الراوي، أو أنه - صلى الله عليه وسلم - أعلمهم أن عشراً من الفطرة وعد لهم بعضها وأحال البعض على ما يعرفونه من غير هذا، أو المراد عشر خصال أو صفات أو سنن من سنن الأنبياء، (قص الشارب) هو وما بعده بدل من عشر أو خبر مبتدأ محذوف، وتقدم تحقيق المراد وأنه إحفاؤه والتعبير بالقص لأنَّه الغالب إلا فإنه لو أزيل بالحلق ونحوه لأصاب السنة، (وإعفاء اللحية) أي إبقاؤها بلا قص من باب حتى عفو، إلا لحية الأنثى فتزال. (والسواك) [3/ 72] أي الاستياك. (واستنشاق الماء) أي استصعاده إلى الأنف عند الوضوء والاستنثار: دفعه منها وقد يعبر بالأول عنهما فكأنه المراد هنا. (وقص الأظفار) كما سبق وقد ألف المصنف السيوطي كتابين لطاف في قص الأظفار. (وغسل البراجم) بفتح الموحدة وكسر الجيم: جمع برجمة بضمهما وهي العقدة التي تكون في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسخ ونبه بها على ما عداها مما اجتمع فيه الوسخ من أنف وأذن، والمراد عند الوضوء وغيره، (ونتف الإبط) أي شعره. (وحلق العانة) الشعر حول ذكر الرجل وفرج المرأة، (وانتقاص الماء) بقاف وصاد مهملة على الأكثر كناية عن الاستنجاء بالماء، لأن انتقاص الماء المطهر لازم له، لا يخفى بعد إرادته - صلى الله عليه وسلم - لهذا المعنى بهذا اللفظ وما هو إلا كالتعمية والألغاز، فالأقرب أنه بالفاء والمعجمة: يراد به الاستنجاء أو يراد المعنى الثاني من معنييه بالقاف والله أعلم، وقيل: المراد انتقاص البول بالماء لأنه إذا غسل