التوسع وأن يتصل الشبع؛ ولأنه يفوته التفرغ لطلب ما عند الله؛ ولأنه يعظم موقع نعمة العطاء بعد ضدها. (فإذا جعت) بضم الجيم. (تضرعت إليك) في طلب ما عندك بذلة وخضوع فإن عروض الأسباب يسوق العبد إلى مولاه والانكسار بين يديه كما يرضاه. (وذكرتك) ذكر سؤال وطلب وإلا فإن الشاكر ذاكر. (وإذا شبعت حمدتك وشكرتك) فأحرزت أجر الصابرين وأجر الشاكرين، وفي الحديث لف ونشر لا يخفى، وهذا الحديث من أدلة تفضيل الفقر على الغنى والصبر على الشكر وقد بينا تحقيقه في مختصرنا في ذلك. (حم ت (?) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: إنه تبع في ذلك الترمذي، قال في المنار: وينبعي أن يقال فيه إنه ضعيف فإنه من رواية يحيى بن أيوب بن عبيد الله بن زحر عن علي بن زيد قال العراقي: فيه علي بن زيد ضعيف.
5400 - "عرض عليَّ أول ثلاثة يدخلون الجنة، وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة: فالشهيد، ومملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده، وعفيف متعفف، وأما أول ثلاثة يدخلون النار: فأمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله في ماله، وفقير فخور. (حم ك هق) عن أبي هريرة (صح) ".
(عرض عليَّ) في دار الدنيا. (أول ثلاثة يدخلون الجنة) والثلاثة هم أول الداخلين إليها وليس المراد واحد من ثلاثة هو أولهم بل الإضافة بيانية أي أول هم ثلاثة، وقال الطيبي: إضافة أفعل إلى النكرة للاستغراق وأن أول كل ثلاثة ثلاثة من الداخلين إلى الجنة هؤلاء الثلاثة وإن تقدم أحد الثلاثة على الآخرين فليس في اللفظ إلا التسبق عند علماء البيان.