(عذاب القبر حق، فمن لم يؤمن به عذب) عذاباً مخصوصاً على عدم إيمانه به.

فائدة: في رياض الرياحين: بلغنا أن الموتى لا يعذبون ليلة الجمعة تشريفا للوقت، قال: ويحتمل اختصاص ذلك بعصاة المسلمين دون الكفار، وعمم النسائي فقال: الكافر يرفع عنه العذاب يوم الجمعة وليلتها وجميع رمضان، وأما المسلم فيعذب في قبره لكن تنقطع عنه يوم الجمعة وليلتها ثم لا يعود إليه إلى يوم القيامة وإن مات يوم الجمعة أو ليلتها يكون له عذاب ساعة واحدة وضغطة القبر كذلك ثم ينقطع عنه العذاب ثم لا يعود إليه إلى يوم القيامة، قال السيوطي: وهذا يدل على أن عصاة المسلمين لا يعذبون سواء جمعة واحدة أو دونها إذا وصلوا الجمعة انقطع ثم لا يعود وهذا يحتاج إلى دليل انتهى، وتمام الحديث عند مخرجه: "وشفاعتي يوم القيامة حق فمن لم يؤمن بها لم يكن من أهلها" وما كان للمصنف حذفه، قال الحافظ ابن حجر: كنت أتعهد قبر والدي للقراءة عليه فخرجت يومًا بغلس في رمضان فجلست أقرأ على قبره ولم يكن في المقبرة غيري فسمعت تأوهًا عظيمًا وأنينًا بصوت فأزعجني من قبر مجصص مبيض فقطعت القراءة واستمعت فسمعت صوت العذاب من داخله وذلك الرجل المعذب يتأوه بحيث يقلق سماعه القلب فلما وقع الإسفار خفي حسه فسألت عن القبر فقالوا: قبر فلان لرجل أدركته وكان على غاية من لزوم المسجد والصلاة والصمت ولكنه كان يعامل بالربا، قال: وحكينا ذلك لبعض أهل بلدة قال: أعجب منه عبد الباسط رسول القاضي فلان لما حفرنا قبره لننزل عليه ميتا آخر رأينا في رقبته سلسلة وفيها كلب أسود مربوط معه فخفنا ورددنا التراب عليه (?).

قلت: وقد أطال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح من المنامات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015