(عثمان أحيى أمتي) أي أشدها وأكثرها حياء اسم تفضيل من غير الثلاثي [3/ 62] وهو هكذا كثير في السنة وكلام العرب فالحق أنه لا يشترط التوصل إليه والمراد بالأمة من في عصره - صلى الله عليه وسلم - أو ومن يأتي إلى يوم القيامة، (وأكرمها) قد اشتهر إنفاقه في سبيل الله حتى أنه أحصى من أعتقه ألفين وأربع مائة تقريبا وتجهيزه جيش العسرة شهير وغير ذلك من صفات كرمه وحيائه من الله ورسوله حتى أنه لم يمس فرجه بيمينه منذ بايع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(حل (?) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وذلك؛ لأن فيه زكريا بن يحيى المقرئي (?) ضعيف.
5364 - "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء شكر وكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له. (حم م) عن صهيب" (صح).
(عجباً) نصب بفعل محذوف وجوبًا مثل سقيا له عجيب أو أعجب. (لأمر المؤمن) لشأنه وحاله وما قدره الله له. (إن أمره كله خير) أكده بكله لأنه ذو أجزاء باعتبار تفرق صفاته (وليس ذلك) أي خيرته أمره كله (لأحد إلا للمؤمن) بينه بقوله: (إن أصابته سراء) يسر به ونعمة حادثة. (شكر فكان) الشكر، (خيراً له) لما فيه من الأجر. (وإن أصابته ضراء صبر فكان) الصبر، (خيراً له) لأنه يحوز أجر الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب فكان أمره كله خير، هذا إن عمل بحق الإيمان فشكر وصبر وإلا كان أمره كله شرًّا له إن لم يشكر ولم يصبر. (حم م (?) عن صهيب) ولم يخرجه البخاري.