يذكر الستور المرخاة ما هي وكأنها ما شرعه الله من الزواجر والوعيد على الداخل فيها. (وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله) فإنه رأس الإسلام وأصله، فكأنه واقف على رأس الإسلام فإنه يدعو الناس إلى الدخول في الإسلام وينهاهم عن اتباع طرق الضلال منتزع من قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]، (والداعي من فوق) أي من فوق الصراط. (واعظ الله في قلب كل مسلم) جعله فوق الصراط وهو الإِسلام لأنه أقرب إلى العبيد وأقدم وهو الداعي إلى اتباع الإسلام وبه يجد العاصي خوار في القلب (حم ك (?) عن النواس بن سمعان) قال الحاكم: على شرط مسلم ولا علة له وأقره الذهبي.
5194 - "ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث". (م ت) عن أبي هريرة (صح) ".
(ضرس الكافر) في جهنم (مثل أحد) في مقداره. (وغلظ جلده مسيرة ثلاث) ليال ويأتي مقدار جثته جعل كذلك تضعيفاً لعذابه، قال القرطبي (?): وهذا إنما هو في حق البعض بدليل حديث "إن المتكبرين يحشرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال فيساقون إلى سجن في جهنم يقال له بولس"، قال: ولا شك أن الكفار يتفاوتون في العقاب كما علم من الكتاب والسنة انتهى.
قلت: الأظهر أن حديث الحشر أمثال الذر في أول الأمر ثم يكونون في جهنم على تلك الهيئة العظيمة، ثم رأيت الحافظ ابن حجر (?) ذكر مثل ما ذكرناه تعقباً