فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن فتحته تلجه، فالصراط: الإسلام والسوران: حدود الله تعالى، والأبواب المفتحة: محارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق: واعظ الله في قلب كل مسلم. (حم ك) عن النواس".
(ضرب الله تعالى مثلاً) لضرب الأمثال شأن عظيم في إبراز المعقول في هيئة المحسوس وإرادة المتخيل متحققاً. (صراطاً مستقيماً) قال الطيبي إنه بدل من مثلاً لا على إهدار المبدل كقولك زيدا رأيت غلامه رجلاً صالحاً إذ لو أسقط غلامه لم يتبين. (وعلى جنبتي) بفتح الجيم والباء بلفظ التثنية (الصراط) أي جانبيه والجنبة الناحية. (سوران) تثنية سور، قال الطيبي: هو مبتدأ وعلى خبره والجملة حال من صراطاً. (فيهما أبواب) صفة لسوران. (مفتحة، وعلى الأبواب ستور) جمع ستر. (مرخاة) بالخاء المعجمة مسبلة. (وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تتعوجوا) بالجيم أي تميل يقال عاج يعوج إذا حاد عن الطريق. (وداع يدعو من فوق الصراط) لم يذكر ما يقوله ولعله "ويحك ... " إلى آخره، (فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب) بأن يكشف سترًا من ستورها وإلا فإنها مفتحة (قال) أي الداعي الذي من فوق الصراط، أو قال الباب نفسه (ويحك) زجرًا له من تلك الإرادة [3/ 29] وهي كلمة ترحم وتوجع تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها (لا تفتحه، فإنك إن فتحته تلجه) تدخله وتقع في محارم الله، وفيه إشعار بتسارع النفوس إلى المعاصي وإنها بمجرد رؤيتها تلج فيها، ثم أنه فسر - صلى الله عليه وسلم - ذلك المثل: (فالصراط: الإسلام والسوران: حدود الله تعالى) أي ما حد العباد عنه ومنعهم من إتيانه. (والأبواب المفتحة: محارم الله) أي ما حرمه على عباده وحذره عليهم وفي جعلها أبواب مفتحة ما يفهم رغبة النفوس إليها وتيسرها وسهولة الدخول فيها ولم