التضعيف المذكور سببه: (أن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء) أي أتى بواجباته ومسنوناته (ثم أتى المسجد) يفيد أنه لا يضر التراخي ولا يلزم الفورية وقياس الظاهري أنه لا بد من التراخي لما يقتضيه ثم. (لا يريد إلا الصلاة) أي لا قصد له إلا فعل الصلاة فلو خرج قاصدا لها ولأمر آخر من عيادة المريض وقضاء حاجة وتدريس فليس له على صلاته هذا الأجر (لم يخط خطوة) بفتح حرف المضارعة وضم الطاء، "خطوةً" في الصحاح: بالضم، ما بين القدمين وبالفتح المرة الواحدة وجزم اليعمري بأنها هنا بالفتح، وقال القرطبي: هي في رواية مسلم بالضم، (إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد) وفيه أن الأبعد عن محل وضوءه أفضل لزيادة الخطوات (فإذا دخل المسجد كان في صلاة) أي في ثواب صلاة لا في حكمها فيحل له الكلام وغيره مما منع عنه في الصلاة يستمر مدة. (ما كانت الصلاة) التي خرج لها. (تحبسه) أي تمنعه عن الخروج وظاهره أنه لا يكون في صلاة بعد فراغه من الفريضة التي خرج لها وإن بقى في المسجد، إلا لأحاديث أخر قاضية بأن الباقي ينتظر الصلاة في صلاة. (وتصلي الملائكة) حفظته أو غيرهم (عليه ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه) قال ابن حجر (?): لعله للغالب فلو قام لبقعة أخرى منه ناوياً الصلاة كان كذلك، ثم بيّن دعاء الملائكة بعد إبهامه بقوله: (يقولون: اللهم اغفر له) كما حكاه الله {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} الآية. [غافر: 7] (اللهم ارحمه، اللهم تب عليه) أي وفقه للتوبة وتقبلها منه. (ما لم يؤذ فيه) أحداً من الخلق بيد أو لسان أو إشارة شفة أو أجفان. (أو يحدث) فيه بالتخفيف من الحدث، وأخطأ من شدد، قال ابن بطال: المراد من الحدث حدث الفرج لكن يؤخذ منه أن تجنب حدث اليد واللسان أولى لأنهم أشد إيذاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015