التدليس والتلبيس بعد التناقض فقاتل الله أهل الباطل أنى يؤفكون، ولا ريب أن في أمر الناس باعتبار أمر وملازمته وكره إتيانه بقوله: لا تجعلوه عيداً فهو إلى التلبيس وضد البيان أقرب منه إلي الدلالة والبيان، وقد أطال النفس في إغاثة اللهفان في هذا المعنى. (ع) والضياء (?) عن الحسن بن علي) رمز المصنف لحسنه وفي نسخة رمز له بالصحة لكنه قال الهيثمي: فيه عبد الله - صلى الله عليه وسلم - بن نافع وهو ضعيف.
5000 - "صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل". (ت) عن أبي هريرة (صح).
(صلوا في مرابض الغنم) الأمر للإرشاد أو الإباحة. (ولا تصلوا في أعطان الإبل) جمع عطن، وهو مبرك الإبل، حول الماء يقال عطنت الإبل هي عاطنة وعواطن إذا سقيت وبركت عند الحياض لتعاد إلى الشرب مرة أخرى وأعطنت الإبل إذا فعل بها وذلك قاله في النهاية (?)، قال ولم ينه عن الصلاة فيها لأجل النجاسة فإنها موجودة في مرابض الغنم وقد أمر بالصلاة فيها والصلاة مع النجاسة لا تجوز وإن أراد أن الإبل تزدحم في المنهل فإذا شربت رفعت رؤوسها ولا يؤمن من نفارها وعفرها في ذلك الموضع فيؤذي المصلى عفرها أي تلهيه عن صلاته أو تنجسه سائر أبوالها انتهى.
قلت: يقال الأمر بالصلاة في مرابض الغنم دليل طهارة أزبالها وأبوالها أما الإبل فقد علل وجه النهي في الحديث الثاني بأنها خلقت من الشياطين فهو نهي عن الصلاة من محالها كالنهي عن الصلاة في الحمامات لأنها موضع الشياطين.