تجعل قبري وثنا يعبد" لأن العبادة لازمة للاجتماع فالنهي عن اتخاذه عيدا نهى عن ذريعة عبادته فلا يتخذ قبره كذلك فالحديث نهي عن اعتياد مجيء قبره - صلى الله عليه وسلم - وقبر غيره بالأولى وأخرجه أبو داود بلفظ "قبري" وكذلك أخرجه أبو يعلى في رواية، والمراد ببيته - صلى الله عليه وسلم - قبره لأنه بيته والعيد مشتق من المعاودة والاعتياد فالمراد هنا لا تتخذوه مكاناً يقصد للاجتماع فيه وانتيابه للعبادة أو لغيرها، قال ابن القيم (?): كما أن المسجد الحرام وعرفة ومنى ومزدلفة والمشاعر جعلها الله عيداً للحنفاء ومثابة لها قال: قال شيخ الإِسلام -يريد ابن تيمية- (?): وجه الدلالة فيه أن قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل قبر على وجه الأرض وقد نهي عن اتخاذه عيدًا فقبر غيره أولى بالنهي كائنا من كان ثم إنه قرن ذلك بقوله "ولا تتخذوا بيوتكم قبورًا" أي لا تعطلوها من الصلاة فيها والدعاء والقرآن فيكون بمنزلة القبور فأمر بتحري النافلة في البيوت ونهى عن تحري النافلة عند القبور ويدل له أيضاً قوله. (وصلوا علي وسلموا فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم) فإنه يدل أن المراد لا تعتادوا المجيء إلى قبري ليصلوا علي ويسلموا فإنه يبلغني دعاؤكم لي من دون كلفة مجيئكم إليَّ وليس نهيا عن شرعية زيارته - صلى الله عليه وسلم - بل عن الاعتياد لذلك وجعله موضع دعاء وصلاة قال ابن القيم وقد حرف هذه الأحاديث من قال إنه أمر بملازمة قبره والعكوف عنده واعتياده وقصده وانتيابه ونهى عن أن يجعل كالعيد الذي إنما يكون في العام مرة أو مرتين فكأنه قال: لا تجعلوه بمنزلة العيد الذي يكون من الحول إلى الحول واقصدوه كل ساعة وكل وقت وهذا مراغمة ومجادة ومناقضة لما قصده الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقلب للحقائق ونسبه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى