وأحمد وأبو يعلى ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات انتهى قال الشارح: وقضيته أن رجال الطبراني ليسوا كذلك فعليه اعترض من وجهين من حيث اقتصاره على الرواية المرجوحة وعدوله عن أحمد [2/ 627].
4942 - "الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين، فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة". (ن) عن أبي هريرة (صح).
(الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين) في القاموس (?): الشهر الهلال والقمر أو هو إذا ظهر وقارب التمام والعدد المعروف من الأيام فيحتمل أن المراد هنا الأول وأن المراد الإعلام عن مدته وأنها تارة كذا وتارة كذا ويحتمل أن يزاد الآخر والمعنى متحد والقصد الإعلام بأن الشهر في الشريعة له أصلان والعبرة فيها رؤية الهلال وفيه إبطال ما عدا هذا من الحساب وأنه يجوز توالي نقصانه وتوالي تمامه فلذا قال: (فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا) فيه ما يدل لأنه أريد به الشهر معناه الأول وأنه لا طريق إلى الصوم والإفطار إلا الرؤية إذ لو كان غيرها لما أهمله - صلى الله عليه وسلم - عن البيان سيما مع قوله: (فإن غم عليكم) حال دون رؤيته سحاب. (فأكملوا العدة) فإنه لو كان به علامة أخرى لذكرها وكذلك لو كان شهر يتم وشهر ينقص كما يقوله الأكثر من العامة لكان علامة يجب ذكرها مع أنها باطلة بالحس والتجربة فقد وقع توالي التمام وتوالي النقصان.
فائدة: من هنا يعرف بطلان ما اشتهر من قولهم صيامكم رمضان تعويدكم عرفة وبعض يظنه حديثا وهو باطل كما قاله العلامة الأشجر في فتاويه أنه لا