زين الدنيا بسبعة أشياء ذكرها بقوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} [آل عمران: 14] الآية وتلك السبعة هي ملاذها وغاية آمال طلابها وأعمها رتبة وأعظمها شهوة النساء ولأنها تحفظ زوجها عن الحرام وتعينه على القيام بأمور دينه ودنياه وكل لذة أعانت على لذات الآخرة فهي محبوبة مرضية لله تعالى فصاحبها يلتذ بها من جهة تنعمه وقرة عينه بها ومن جهة إيصالها له إلى مرضاة الله تعالى. (حم م ن) (?) عن ابن عمرو) ولم يخرجه البخاري.
4264 - "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عَزَّ وَجَلَّ" (حل) والضياء عن جابر (صح).
(الدنيا ملعونة) اللعن الطرد والإبعاد والمراد ملعونة شهواتها وملاذها وما زين للناس فيها أي متروكة عن نظر الله إليها متروك ما فيه من شهواتها عنه أيضاً فيكون إخبارا عن بعدها عن الله ويلزم بعده عن من اهتم بها قيل ويحتمل أن المراد أنها متروكة متروك ما فيها بالنظر إلى من تركها من عباده الأنبياء والأولياء بخرابهم الدنيا وبناء الآخرة.
واعلم: أنه إخبار عن الله عَزَّ وَجَلَّ أنه لعنها فلا يجوز لنا اللعن لها ولذا نهى الوصي (?) كرم الله وجهه من سمعه يلعنها؛ لأن المراد الإخبار أنها عنده تعالى متروكة مطرودة عن تعظيمه لها ونظره إليها والقصد إعلام العباد بذلك ليستحقروها وليس لهم لعنها، وقد كتبنا رسالة في هذا الحديث جواب سؤال وبسطنا فيها المقال وهي في مجموع الأجوبة. (ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عَزَّ وَجَلَّ) قد بين ذلك الحديث الثاني فإنه ذكره وما والاه في الآخرة. (حل) والضياء (?) عن جابر) رمز المصنف لصحته.