والكافر صرفها في الشهوات فكأنه في جنة ونعيم وقيل: إن المؤمن مضيق عليه بالتكاليف المطلوبة منه فهو ممنوع عن الإخلال بها ومانع لنفسه عن ذلك فكأنه في السجن والكافر مطلق رسنه لا يراقب أمرًا فكأنه غير مكلف.

نكتة: ذكر الشارح أنه ذكر أن الحافظ ابن حجر لما كان قاضي القضاة مر يوما بالسوق في موكب عظيم وهيئة جميلة فهجم عليه يهودي يبيع الزيت الحار وأثوابه ملطخة بالزيت وهو في غاية [2/ 505] الرثاثة والشناعة فقبض على لجام بغلته وقال: يا شيخ الإِسلام تزعم أن نبيكم قال: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" فأي سجن أنت فيه وأي جنة أنا فيها فقال الحافظ: أنا بالنسبة لما أعد الله لي في الآخرة من النعيم كأني الآن في السجن وأنت بالنسبة لما أعد لك في الآخرة من العذاب الأليم كأنك في الجنة فأسلم اليهودي. انتهى.

قلت: ويحفظ أن مثلها اتفق للإمام عبد الله بن حمزة عليهما السلام وأنه أجاب وهو حدث السن بهذا الجواب فأعجب به أهل زمانه ولا يعد في اتفاق ذلك للرجلين.

(حم م ت هـ) (?) عن أبي هريرة (طب ك) عن سلمان) ورواه عنه العسكري بأبسط من هذا فأخرج عن عامر بن عطية قال رأيت سلمان أكره على طعام فقال حسبي أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أطول الناس جوعاً يوم القيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا يا سلمان إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر".

(البزار عن ابن عمر) زاد ابن المبارك في روايته عن ابن عمر: "إنما مثل المؤمن حين تخرج نفسه كمثل رجل كان في سجن فأخرج منه فجعل يتقلب في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015