وتعالى أحق بالاجتناب لشدة عقابه ولما كان الخطاب لذوي الألباب وكان الإنسان هو القلب حقيقة الذي يميل إلى الشيء فيتبعه البدن قال: (ألا وإن في الجسد مضغة) قطعة لحم بقدر ما يمضغ. (إذا صلحت) بفتح اللام وضمها: انشرحت بالهداية. (صلح الجسد كله) أي كان داعياً له إلى الالتفات إلى الطاعات. (وإذا فسدت) أي أظلمت بالضلالة. (فسد الجسد كله) بانبعاثه في القبائح ثم بينها بعد هذا الإبهام المشوق للنفس إليها عامة التشويق بقوله: (ألا وهي القلب) ولا يخفى ما في هذا التأكيد والإبهام ثم التفسير من تعظيم شأن القلب وسمي قلباً لأنه محل الخواطر المختلفة الحاملة على الانقلاب أو لأنه خالص البدن وخالص كل شيء قلبه وتقدم أنه ملك الأعضاء وأنها جنوده ببسط في الجزء الأول وقد أفرد جماعة هذا الحديث بالتأليف لما فيه من الفوائد حتى جعلوه ثلث العلم أو ربعه، قيل: ولو قيل إنه جملة الدين لما عدم وجهاً. (ق 4) (?) عن النعمان بن بشير) قال بعض شراح مسلم: هذا الحديث عليه نور النبوة وعظيم الموقع من الشريعة.
3841 - "الحلال بين والحرام بين، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك". (طس) عن عمر.
(الحلال بين والحرام بين) قال الغزالي (?): نظر الجاهل أن الحلال مفقود وأن السبيل إلى الوصول إليه مسدود حتى لم يبق من الطيب إلا الماء والحشيش الثابت في الموات وما عداه فقد أحالته الأيدي العادية وأفسدته المعاملات