الرياء والسمعة فإنه مأجور فيه ثم غيًّا له ذلك بما لا يظن أنه يؤجر فيه بقوله: (حتى ما تجعل في فيّ امرأتك) فإنه لا يجعل في فيها إلا محبة لها وتوددًا إليها وقضاء لو طره من حسن عشرتها و: "ما" في ما تجعل موصولا وتجعل مرفوع وحتى داخلة على الاسمية لا عمل لها ولم يصب من قال إنها كافة كفت حتى عن عملها وهو نصب تجعل وبأنه لا معنى للتركيب حينئذٍ وفي الحديث دليل على أن الواجب يزداد أجره بالنية وإن ثواب الإنسان مشروط بالنية وابتغاء وجه الله، قال ابن دقيق العيد: وهذا عسر إذا عارضه مقتضى الشهوة فإن ذلك لا يحصل الغرض من الثواب فيبتغي بها وجه الله ويشق تخصيص هذا المقصود مما يشوبه قال: وقد يدل على أن الواجبات إذا أديت على قصد الواجب ابتغاء وجه الله أثيب عليها فإن قوله: "حتى ما تجعله في فيِّ امرأتك" لا تخصيص له بغير الواجب وحتى هنا تقتضي المبالغة في تحصيل هذا الأجر بالنسبة للمعنى. مالك (حم ق 4) (?) عن سعد) هو وابن أبي وقاص قال: جاء يعودني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت: يا رسول الله [2/ 376] إنه قد بلغ بي الوجع ما ترى وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي فأتصدق بثلث مالي قال: "لا" قلت: فالشطر قال: "لا" قلت: فالثلث فذكره.