حرف الثاء المثلثة

فصل في الأحاديث المبتدأة بثلاث

3400 - " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار". (حم ق ت ن هـ) عن أنس (صح).

(ثلاث) اسم نكرة وقع صفة لمحذوف هو المبتدأ أي خصال ثلاث وجملة: (من كن فيه) الخبر أي من اتصف بهن وهي كان التامَّة أي من وجدت فيه. (وجد حلاوة الإيمان) أي استلذ به وبما يتفرع عليه من الطاعات التذاذ من أصاب شيئاً حاليا وهي استعارة بالكناية شبه الإيمان بنحو العسل بجامع الالتذاذ فطوى المشبه به وأضافها إلى المشبه وهو من خواص المشبه به ولوازمه وهي الحلاوة وأثبتها له تخييلا، قال البيضاوي (?): والشارع عبر عن هذه الحالة بالحلاوة؛ لأنها أظهر اللذات المحسوسة نحو مجالس الذكر رياض الجنة، وأكل مال اليتيم أكل النار والعود في الكفر إلقاء في النار. (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) جملة مستأنفة استئنافًا بيانياً كأنه قيل: وما هذه الثلاث التي لها هذا الشأن؟ فأخبر أن الأولى زيادة محبة الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في قلبه على كل محبوب له، وتعرف هذه المحبة بإيثار ما أمر الله ورسوله على كل ما نهى عنه، واجتناب كل ما لا يرضاه وفي الإتيان بمأذون من إعلام بأن المراد من الأحبيَّة أن تكون فاضلة للأنفس المحبوبة والأموال وكل شيء من صفات الكمال وجمع الضمير في سواهما مع النهي عنه في حديث: "ومن يعصهما" لأنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015