قلت: المراد جهة خاصة فإنه قد يقدر التاجر رزقه في سلعة معينة فيأتيه من سلعة أخرى لا يقدر فيها ذلك، وقد جرّب كثير من هذا، ويحتمل: أنه أريد بالمؤمن من رسخت فيه الثقة بالله والانقطاع إلى الله تعالى، ويدل لهذا خبر الطبراني (?): "من انقطع إلى الله كفاه كل مؤنه, رزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها"، والحديث يفسر بعضه بعضًا.

(فر (?) عن أبي هريرة) لكنه قال: من حيث لا يعلم، ورمز المصنف لضعفه لأنه فيه عمر بن راشد عن عبد الرحمن بن حرملة، قال الذهبي: عمر مجهول، منكر الحديث، وابن حرملة ضعيف. (هب عن علي) وتعقبه بقوله: لا أحفظه بهذا الإسناد، وهو ضعيف بمره.

40 - " أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته (5) وابن أبي عاصم في السنة عن ابن عباس (ح) ".

(أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة) في القاموس (?) البدعة بالكسر، الحدث في الدين بعد الإكمال، وما استحدث بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأهواء والأعمال، وفي النهاية (?): أنها نوعان بدعة هدى وبدعة ضلالة، فما كانت في خلاف ما أنزل الله به ورسوله فهي في حيز الذم [ص:30] والإنكار، وما كان واقعًا تحت عموم ما ندب الله إليه وحض عليه، أو رسوله فهي في حيّز المدح انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015