والوعيد، والآيات المرسلة والسور بعضها إلى بعض، وهو مصدر كالغفران والكفران. انتهى.
قلت: والإخبار عنهما هنا بأنهما قرآن، تشريف لهما وإعلام بفضلهما، وإلا فكل ما اشتمل عليه دفتا المصحف من الآيات والسور فإنه قرآن وكذا قوله، (وهما يشفيان) فإن كل القرآن شفاء كما هو الحق في أنَّ {مِن} في قوله: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} [الإسراء: 82] للبيان لا للتبعيض، وسيأتي الكلام على خاصية القرآن في كونه شفاء (وهما مما يحبهما الله الآيتان من آخر البقرة) بيان بعد الإبهام، فيه دلالة على شرفهما وتنويه بشأنهما، وهما من قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُول} إلى آخر السورة، أخرج أبو عبيد في (فضائله) (?) عن كعب قال: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم أعطي أربع آيات لم يعطهن موسى، ثم فسرها قال: والآيات التي أعطيها محمَّد صلى الله عليه وسلم {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} حتى ختم السورة. انتهى.
وهذه هي خواتيم البقرة الذي سيأتي أنه أعطيها صلى الله عليه وسلم من كنز من تحت العرش، فيحتمل إنما ذكره هنا خاص بآيتين منها، ويحتمل: أنه أطلق الآيتان على الأكثر منها، وأريد بالتنبيه عين معناها على مطلق التعدد، من باب فارجع البصر كرتين، وقوله: من آخر البقرة دليل على جواز هذا الإطلاق على السورة، خلافاً لمن زعم أنه لا يقال إن السورة التي يذكر فيها البقرة، (فر عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وهو ضعيف؛ لضعف إبراهيم بن يحيى (?).