(إن هذا القرآن مأدبة الله) بضم الدال المهملة وهو الطعام الذي يصنعه الرجل يدعوا إليه الناس شبه القرآن به؛ لأنه قوت الأرواح كما أن الطعام قوت الأشباح ولأن خير الطعام الذي يدعو صاحبه الناس إليه؛ لأنه يتأنق فيه ويبالغ في طيبه ويجمع أنواعًا شهية فيه كذلك جمع معارف إلهية وأحكام شرعية وآدابًا وقصصًا وأخبارًا. (فاقبلوا مأدبته مما استطعتم) فيه إشارة إلى أنه لا يأخذ العاقل إلا بعض المأدبة ولا يأخذ إلا المستطاع لأن في القرآن ما لا يحيط بعلمه إلا الله. (ك) (?) عن ابن مسعود)، قال الحاكم: تفرد به صالح بن عمر عنه وهو صحيح وتعقبه الذهبي: بأن صالح ثقة خرج له مسلم لكن إبراهيم بن مسلم ضعيف.

2499 - "إن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بحقه بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى". (حم ق ت ن) عن حكيم بن حزام (صح).

(إن هذا المال خضر حلو) بفتح المعجمة وكسر الضاد أي غض شهى يميل الطبع إليه ولا يميل عنه كما لا تميل العين من النظر إلى الخضرة والفم من أكل الحلو في تشبيهه بالخضرة إشارة إلى سرعة زواله فالأخضر أسرع الألوان تغيرًا. (فمن أخذه بحقه) ومصاحبًا لاستحقاقه له ممن يعطيه. (بورك له فيه ومن أخذه بإشراف) بكسر الهمزة فسين معجمة أي بطمع. (نفس) ويطلع إلى أخذه (لم يبارك له فيه) لأنه غير مأذون له في أخذه. (وكان كالذي يأكل ولا يشبع) فهو في عناء وتعب. (واليد العليا خير من اليد السفلى) أي يد المعطي خير عند الله من يد السائل. (حم ق ت ن) (?) عن حكيم بن حزام) قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015