2493 - "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق". (حم) عن أنس".

(إن هذا الدين) أي دين الإِسلام. (متين) أي شديد صليب. (فأوغلوا) أي سيروا. (فيه برفق) من غير تكلف ولا تحملوا أنفسكم على ما لا طاقة لها به، والإيغال كما في النهاية (?): السير الشديد والوغول الدخول في الشيء انتهى، والمراد في السير لا يفيد الشدة إذ لا يلائم السياق، قال الغزالي: أفاد بهذا الحديث أن لا يكلف نفسه في الأمور الدينية ما يخالف العادة بل يكون بتلطف وتدريج فلا ينتقل دفعة واحدة إلى الطرق الأقصى من التشديد، فإن الطبع لا يساعده ولا يمكنه تبديل أخلاقه إلا بالتدريج فالحديث حث على العمل الصالح والتوغل فيه بصفة الرفق فلا يهمله ولا يبغض إلى نفسه عبادة الله سبحانه. (حم) (?) عن أنس).

2494 - "إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرًا أبقى". البزار عن جابر.

(إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن المنبت) بضم الميم وسكون النون وفتح الموحدة بمثناة فوقية وهو الذي انقطع به السفر وعطبت به راحلته ولم يقض وطره اسم مفعول من انبت، قال ابن الأثير (?): يقال لمن انقطع به في سفره وعطبت به راحلته. (لا أرضا قطع ولا ظهرًا أبقى) فما بلغ مراده ولا أبقى ظهره، كذلك من أوغل في الدين انقطع ولم ينل منه ما كلف به بخلاف إذا دخل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015