(إن من البيان لسحرًا) أي إن منه لسحرًا هذا قاله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم وقد تميم وفيهم الزبرقان وعمرو بن الأهتم فخطبا بفصاحة وبلاغة ثم فخر الزبرقان فقال: يا رسول الله أنا سيد بني تميم والمطاع فيهم والمجاب لديهم أمنعهم من الظلم وآخذ لهم بحقوقهم وهذا يعلم، فقال عمرو: إنه لشديد العارضة مانع لجانبه مطاع في قومه فقال الزبرقان: والله لقد علم مني أكثر مما قال ما منعه أن يتكلم إلا الحسد فقال عمرو: أنا أحسدك والله إنك للئيم الخال حديث المال ضيق العطن أحمق الولد والله يا رسول الله لقد صدقت فيما قلت أولًا وما كذبت فيما قلت آخرًا، لكني رجل إذا رضيت قلت أحسن ما علمت وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت، ولقد صدقت في الأولى والأخرى جميعًا فقال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "إن من البيان ... " الخ. قال الميداني (?): هذا المثل في استحسان المنطق وإبراز الحجة. مالك (حم خ د ت) (?) عن ابن عمر).
2441 - "إن من البيان لسحرًا وإن من الشعر حكمًا". (حم د) عن ابن عباس.
(إن من البيان لسحرًا) أي بعض البيان سحر لأن صاحبه يوضح المشكل ويكشف بحسن بيانه عن حقيقته فيستميل القلوب كما تستمال بالسحر (وإن من الشعر حُكما) بضم المهملة وسكون الكاف أي حكمة، وقيل بل بكسرها وسكونه جمع حكمة والمراد قولًا صادقًا مطابقًا للواقع وذلك ما كان في مواعظ وغيرها وفيه أن الذم عن البيان غير عام لكل بيان وكل شعر بل بعضه محمود على ما قيل: إن المراد: المدح من تشبيه البيان بالسحر (حم د) (?) عن ابن عباس.