بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن علم الحديث من أشرف علوم الإِسلام قدراً وهو مما خص الله به هذه الأمة وشرفها على غيرها من الأمم.

قال محمَّد بن عيسى الزجاج (?): سمعت أبا عاصم يقول: من طلب الحديث فقد طلب أعلى الأمور، فيجب أن يكون خير الناس.

وقال إبراهيم الحربي (?): لا أعلم عصابة خيراً من أصحاب الحديث ...

وقال الإِمام الشافعي (?): إذا رأيتُ رجلاً من أصحاب الحديث فكأني رأيت رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - جزاهم الله خيراً، هم حفظوا لنا الأصل، فلهم علينا الفضل.

ومن هنا يظهر تميز أهل الحديث والسنة على سائر الطوائف. لهذا تضافرت جهود المحدثين لخدمة السنة النبوية واهتموا بحفظها وتدوينها اهتماما بالغاً.

وجهود الحافظ السيوطي في جمع السنة النبوية كثيرة، وقد ألف في هذا الباب مؤلفاتٍ نفيسةً، ومن أنفس ما جمعه "الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير" صلى الله عليه وعلى آله بلا انتهاء ولا زوال. وهو من أكثر كتبه شيوعاً وأعمها نفعاً وأقربها تناولا وأسهلها ترتيبًا، فلا يستغني عنه المحدث فضلاً عن الفقيه والواعظ، ولهذا نال الكتاب من الحظوظ لدى العلماء وطلاب العلم ما لم ينله كتاب من كتب الحديث لدى المتأخرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015