(إن أعمال بني آدم) أي المؤمنين منهم كما يدل له آخر الحديث. (تعرض على الله عشية كل خميس وليلة الجمعة) بدل من عشية زيادة في الإيضاح وهو تنصيص على وقت أحد اليومين، فلا ينافي ما سبقه من ذكر العرض في اليومين ويحتمل أنه خصص ليلة الجمعة ليقيد قوله: (فلا يقبل عمل قاطع رحم) أن عدم القبول خاص بهذه الليلة، وفي هذا دليل أن المراد أعمال المؤمنين إذ القبول خاص بأعمالهم، وقد سبق أنه لا يقبل عمل المتشاحنين بل يؤخر حتى يصطلحا. (حم خد) (?) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته.
2204 - "إن أغبط الناس عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من الصلاة، وأحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع، وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافًا فصبر على ذلك عجلت منيته، وقلت بواكيه، وقل تراثه". (حم ت هـ ك) عن أبي أمامة (صح).
(إن أغبط الناس) تقدم الحديث بألفاظه، إلا اليسير في أغبط الناس وتقدم الكلام عليه (عندي لمؤمن خفيف الحاذ) بحاء مهملة وذال معجمة مخففة: أي قليل المال خفيف الظهر من العيال.
إن قلت: هو يعارض حديث: "تناكحوا تكاثروا" ونحوه.
قلت: هذا محمول على من يخاف من النكاح التورط فيما لا يحل له، أو أن هذا في بعض الأزمنة وهي أزمنة الفتن ونحوها كما جاء التحريض قصدا لما يبنى على الغربة، وأما من قال أن هذا الحديث ناسخ لأحاديث الحث على النكاح فلا يتم لجهل التاريخ.
(ذو حظ من الصلاة) أي النافلة إذ الفرض لا بد منه (أحسن عبادة ربه)