(إن أدنى أهل الجنّة منزلة) زاد في رواية: "وليس فيهم دني" أي أحقرهم منزلة من الدون وهو الشيء الحقير.
(لم ينظر إلى جنانه) جمع جنة وهو البستان. (ونعمه) جمع نعمة وهو تعميم بعد التخصيص كما أن قوله: (وخدمه) تخصيص بعد التعميم (وأزواجه، ونعمه، وسرره) جمع سرير (مسيرة ألف سنة) قد ثبت أن نعيم الجنّة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال، فلا يقال كيف يدرك نظر الإنسان هذا المقدار؟ ويدرك بحدقته هذه المسافة؟ إن أريد أنه ينظر إليه حقيقة ويشاهده كما هو الظاهر إذ به تتم النعمة وإن أريد من شأنه إن ينظر إليه فلا إشكال. (وأكرمهم) أي أهل الجنة. (على الله من ينظر إلى وجهه غدوة) كل غدوة (وعُشية) ليس في الجنّة غداة ولا عشية إنّما المراد مقدار غداة الدنيا وعشيها من الساعات.
فإن قلت: قد تقدم: "إن أدنى أهل الجنّة الذي له ثمانون ألف خادم" الحديث يعارض هذا؟
قلت: لا يعارضه لأن هنا أجمل الخدم والزوجات وغيرهما وبيّن قدر المسافة بذلك فيحمل أنها مسافة تلك المذكورات وأن القبة التي تنصب ما بين الجابية وصنعاء كما في ذلك الحديث هي من جملة هذه المسافة، ويحتمل أن ذلك أدنى أهل الجنّة منزلًا، وأما الحديث الآتي: "إن أدنى أهل الجنّة منزلًا لرجل له دار من لؤلؤة واحدة" يأتي كيف تلفيقه مع هذه الأحاديث؟
قلت: هذا أدناهم منزلًا لا منزلة وإن كان الدنو أمر نسبي. (ت) (?) عن ابن عمر) في الترمذي ثم قرأ رسول - صلى الله عليه وسلم -: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 22، 23] قال الترمذي: هذا حديث غريب.
2189 - "إن أدنى أهل الجنّة منزلًا لرجل له دار من لؤلؤة واحدة، منها غرفها