وحديث:"الحلال بيّن والحرام بين" (?)، وأما من قال: أنه ربعه، فقد ضبطه مع الثلاثة الأرباع، من قاله عمدة الخير عندنا كلمات: أربع قالهنَّ خير البرية: "اتقوا الشبهات وازهد، ودع ما ليس يعنيك، واعملن بنية".
وقد أفرد الكلام على هذا الحديث جماعة من الأئمة بالتأليف، منهم: شيخ شيخنا الشيخ إبراهيم الكردي الكوراني (?) أفرده بتأليف سماه: (إعمال الفكر والروايات في حديث إنما الأعمال بالنيات) سمعناه على شيخنا عبد الرحمن بن أبي الغيث، خطيب المدينة في المدينة المنورة.
وكلمة (إنما) تفيد الحصر أي إثبات الحكم للمذكور، ونفيه عما سواه و (الأعمال) تتناول أفعال الجوارح ومنها اللسان فتدخل الأقوال، قال ابن دقيق العيد في شرح العمدة (?): وأخرج بعضهم الأقوال وهو بعيد، يريد أنه قال بعض العلماء أن الأقوال خارجة من الحديث، وهو قول بعيد، بل الأقرب دخولها فيه، فإنَّها من الأعمال، قال الحافظ ابن حجر (?): التحقيق أن القول لا يدخل في العمل حقيقة ويدخل فيها مجازًا، وأما التروك فلا يتناولها العمل، وأما عمل القلب كالنية فلا يشملها العمل لئلا يلزم التسلسل وقد أطال الشيخ إبراهيم القول في التروك وأراد إدخالها، وقد نقلنا كلامه وتعقبناه في (حواشي شرح العمدة) (?) (والباء) في قوله (بالنيات) للمصاحبة أي الأعمال معتبرة بمصاحبة النيات، فيؤخذ منه اشتراط أن لا يخلف النية عن أوله، وهي جمع نية وجمعها