1901 - "إن الله تعالى يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره من الناس، ويقرره بذنوبه، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه. وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] (حم ق ن هـ) عن ابن عمر" (صح).

(إن الله تعالى يدني) يقرب من أدناه إذا قربه إليه (المؤمن فيضع عليه كنفه) بفتح الكاف والنون في النهاية (?) أي يستره، وقيل: يرحمه ويلطف والكنف بالتحريك الجانب والناحية (ويستره من الناس) في يوم القيامة (ويقرره بذنوبه) يجعله مقرًا بها بتذكيره إياها وبين كيفية ذلك بقوله: (أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا، فيقول: نعم أي ربِّ) إقرارًا بذنبه (حتى إذا أقر بذنوبه ورأى) اعتقد وظن (في نفسه أنه قد هلك قال) الرب (فإني قد سترتها عليك في الدنيا) وفي الآخرة أيضًا فستره عن الناس عند إقراره (وأنا أغفرها لك اليوم) فيه أن الستر في الدنيا مما يؤنس ويدل على أنه من أدلة المغفرة لأن الدارين كلها وأحكامها بيده تعالى وأشار إلى ذلك من قال:

ركبنا خطايانا وسترك مسبل ... وليس لستر أنت ساتره كشف

(فيعطى) بعد ذلك (كتاب حسناته بيمينه وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد) هم الملائكة أو الأنبياء (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم) باتخاذ الشريك والولد ونحوها من قبائحهم (ألا لعنة الله على الظالمين) ليس لهم شفيع ولا رحمة وهذا الحديث من أحاديث الرَّجاء ومن أكثرها بشارة لأهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015