المضاف إليه مقامه وانتصب انتصابه مثل ضربته سوطًا أي ضرب سوط والانتزاع من نزعه من مكانه قلعه أي لا يأخذ العلم عن العباد هذا الأخذ بقلعه من الصدور مع قدرته على ذلك (ولكن يقبض العلم بقبض العلماء) وفاتهم (حتى إذا لم يبق) بضم حرف المضارعة أي الله (عالمًا اتخذ الناس رؤساء جهالاً) قال في الديباج (?): هو بضم الهمزة والتنوين جمع رأس وبالمد جمع رئيس كلاهما صحيح والأول أشهر وفيه تحذير من اتخاذ الجهال رؤوسًا انتهى (فسألوا) عن مسائل الدين (فأفتوا) من أفتاه في الأمر أبان له والفتيا والفتوى ما أفتى به الفقيه قاله في القاموس (?) (بغير علم فضلوا) أنفسهم (وأضلوا) من أفتوه لإعلامهم له بما لا يحل له فإن قلت: قد عارضه حديث (?): "أن الأمة لا تجتمع على ضلالة" فإن هذا يقضي بإجماعهم عليها.
قلت: قد تخبط الناس في وجه الجمع بين هذين الحديثين فقيل انتزاع العلماء لا يكون إلا آخر الزمان بعد نزول عيسى صلى الله عليه وسلم ووفاته. وقيل: هذا محمول على المبالغة إذ لو بقي عالم أو أكثر ولم ينتفع به الناس كان كأنه قد قُبض كل عالم إذ المراد بالقبض قبض نفع العلماء ونفوذ أقوالهم وهذه الأجوبة مبنية على أنه لم يرد بالضلالة الكفر وقدمنا لك أنه المراد فلا يرد الإشكال فإنه وإن قبض العلماء وبقيت الرئاسة للجهال فإنه لا تجتمع الأمة على الكفر وإن أريد بالضلالة ما عدا الكفر فالجواب أن المراد [1/ 514] بالأمة في حديث: "لا تجتمع الأمة على ضلالة" المجتهدون من علماء الأمة كما قاله الأصوليون وجعلوه دليلاً لحقية الإجماع فإذا قُبض المجتهدون وبقيت