استحقاقهم من غير تعيين لمراتب استحقاقهم ولا تعيين لمقادير أنصبائهم بل فوض ذلك إلى رأيكم حيث قال بالمعروف، أي بالعدل والآن قد رفع ذلك الحكم عنكم وتولي التبيين لطبقات استحقاق كل واحد منهم وتعيين مقادير حقوقهم بالذات وإعطاء كل ذي حق منهم حقه الذي يستحقه بحكم القرابة من غير نقص ولا زيادة ولم يدع شيئًا فيه مدخل لرأيكم أصلاً حيثما تعرب عند الجملة المنفية بلا النافية للجنس وتصديرها بكلمة التنبيه إذا حققت هذا ظهر لك إنما نقل من أن آية المواريث لا تعارضه بل تحققه وتؤكده من حيث أنها تدل على تقديم الوصية مطلقًا، والحديث من الآحاد وتلقي الأمة له لا يلحقه بالتواتر ولعله احترز عنه من فسر الوصية بما أوصى الله به من توريث الوالدين والأقربين بقوله: {يُوصِيكُمُ اللهُ} أو بإيصاء المختص بهم بتوفير ما أوصى الله به عليهم بمعزل عن التحقيق وكذا ما قيل من أن الوصية كانت واجبة للوارث من غير تعيين لأنصبائهم فلما نزلت آية المواريث بيانًا للأنصباء بلفظ الإيصاء بهم منها تبيين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن المراد منه هذه الوصية التي كانت واجبة بهذه الآية ولم يفوضها إليكم فكان هذا معنى النسخ لا أن فيها دلالة على رفع ذلك الحكم فإن مدلول آية الوصية حيث كان بتفويض الأمر إلى أراء المكلفين على الإطلاق ويتسنى الخروج عن عهدة التكليف بإذا ما أدى إليه أداؤهم بالمعروف فتكون آية المواريث الناطقة بمراتب الاستحقاق وتفاصيل مقادير الحقوق الناطقة بامتناع الزيادة والنقص بقوله: فريضة من الله رافعة لها ناسخة لحكمها مما لا يشتبه على أحد. انتهى (5 عن أنس) (?) رمز المصنف لصحته، وقد سمعت كلام الشافعي أنها متواترة.

1753 - "إن الله تعالى قد أوقع أجره على قدر نيته مالك (حم د ن هـ حب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015