رحمته ولذا ورد أن الله تعالى يغفر يوم القيامة مغفرة حتى يطمع إبليس أن تشمله هذا أو معناه (ولو يعلم المؤمن بالذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار) ولذا يخاف كل نبي ويقول نفسي نفسي وخص في الأول الكافر لأنه الذي وعد بالعذاب وبالثاني المؤمن لأنه الذي وعد بالنجاة (ق عن أبي هريرة) (?).

1734 - "إن الله تعالى خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة، كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض رحمة، فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، وأخر تسعاً وتسعين، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة (حم م) عن سلمان (حم هـ) عن أبي سعيد (صح) ".

(إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة كل رحمة طباق) بكسر القاف (ما بين السماء والأرض) الطبق من كل شيء ما ساواه وقد طابقه مطابقة وطباقًا فهو مصدر طابق أي ساوى.

واعلم: أن ما ورد من هذا القبيل أعني من التقدير للمعاني بأنها تملأ الأجسام مثل الحمد لله ملأ السماوات ونحوه فهو محمول على أحد أمرين: إما على التمثيل بأنها لو كانت أجسامًا لملأت هذه الأماكن، أو على أنها في النشأة الأخرى تجعل أجسامًا محسوسة تملأ هذه الأماكن، أو أنها الآن كذلك وقدرة الله قابلة للكل وما طوى عنا أضعاف أضعاف ما علمنا (فجعل منها في الأرض رحمة) فرقها في مخلوقاته (فيها) بمصاحبتها (تعطف) تحنو (الوالدة على ولدها والوحش) في القاموس: الوحش حيوان البر (?) (والطير) جمع طائر وتقع على الواحد (بعضها على بعض) كبيرها على صغيرها وقويها على ضعيفها (وأخر)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015